nassma ـــــــ
عدد المساهمات : 310 تاريخ التسجيل : 25/08/2009
| موضوع: المرأة وحقها في الإرث ! الأربعاء سبتمبر 09, 2009 5:40 pm | |
| المرأة وحقها في الإرث
كانت المرأة في الجاهلية لاترث من ابيها او أخيها او حتى زوجها، بل تعتبر هي بذاتها جزء من الميراث ، شأنها شأن بقية المتاع.
فلما جاء الاسلام، أنصف المرأة وأباح لها أن ترث كما جاء في قوله تعالى " وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا " ثم شرع الله تعالى الكيفية لتقسيم الارث وماهو حق المرأة فيه.
أستغربت جدا من حديث احداهن وهي تشكو ما حصل لها ولوالدتها وأخواتها، عندما وزع الاب التركة قبل مماته بين ابنائه الذكور، رغم انهم أساسا أغنياء ، ومنع ذلك عن زوجته وبناته، وبعضهن غير متزوجات !!!!!. ثم ان هذا الامر لايجري في مجتمع جاهل او ريفي او غير متطور !! بل يحدث في مجتمع متعلم ومتطور وعارف بامور دينه ودنياه. ولم يكن حالة واحدة، بل عديد من الحالات.
والادهى من هذا، ان هذا الرجل كان متدين، يؤدي كل واجباته الدينيه على احسن مايرام، وقد حج بيت الله الحرام !!!!. فما الذي دعاه لملاقاة ربه بعمل يدخله النار ؟؟!!. وأي دين وإيمان في قلب هذا الرجل وهو يمنع حق من الحقوق التي فرضها الله على عباده !؟ ماذا كان يفعل هذا الرجل بسجوده وصيامه وحجه ؟؟ هل كان ذلك مجرد رياء أمام الناس ؟؟
ثم ماهي الاسباب التي تجعل المرأة تفرط بحقها وتتنازل عنه ؟!
أول شيء يبرز لنا في هذا الجانب ، هو جهل المرأة بحقوقها عموما، وبالارث خصوصا. ثم يتبع ذلك الشخصية الضعيفة للمرأة تجاه الظلم والاستبداد الذكوري الذي يسيطر على المجتمعات الشرقيه عموما. ويتبع هذا الجهل، سوء الفهم للشريعة الاسلامية، خصوصا حينما تظن المرأة إن رضوخها لهذا الاستبداد نابع من الشرع الديني ، وإن موافقتها بالتنازل عن حقها في الارث ، هو امر مفروض شرعا، ويجب ان لا تغضب الله فيه !! واذا رفضت الموافقه، فتعتبر جاحده لوالدها او زوجها وبالتالي فان غضب الله وسخطه سيقع عليها ولا تدخل الجنه !!! وبذلك تضيع كل حقوقها، ولا ينصفها أخ بعد الأب، حيث يلعب الطمع المادي دوره في الحياة.
إن التمسك بالحقوق عامة، هي واجب شرعي يثاب عليه فاعله، وإن كان هناك أعراف اجتماعية تفرض غمط حقوق النساء في الارث وفي غيره !! فان هذه الاعراف لاوجود لها في الشريعة الاسلامية وتتقاطع مع الدين كليا، ومن يعمل بها فقد نأى عن دين الله وحل عليه سخطه.
المرأة كائن ضعيف في كل شيء .. أقوى النساء جسديا، ضعيفات، ويتوجب حمايتهن ورعايتهن، لا اذلالهن من قبل الرجال، فكيف اذا كان هذا الرجل، أبا او أخا أو قريب أو زوج أو إبن ، او حتى غريب ؟!!
وإن وجدت هذه الاعراف الاجتماعيه فعلا، فهل هي أقوى من الشرع والقانون ؟! أي تقاليد وأعراف وعادات تغير ماجاء به القرآن الكريم !! لكي يتم تغليبها على حكم الله وتعاليم الدين وأوامر القانون ؟؟!!!!
إن حرمان المرأة من الارث بحجة عدم نقل الملكية للزوج الغريب عن العائلة، أمر لايقبله منطق. ثم ان هذا الفعل محرم، لانه أكل مالٍ باطل. وقد يكون هذا الفعل سببا لانحراف المرأة عن الطريق القويم. خصوصا اذا كانت غير متزوجه، وليس لها من يعيلها شرعا. وقد يطردها الشقيق من البيت لاسباب عدة، ومثل هذا قد حدث كثيرا بين العوائل. وإن كانت متزوجه، فقد يموت عنها زوجها ولا يترك لها أي شيء ، إما لفقره، أو لحرمانها من الارث ، وقد يكون لها اطفال تعجز عن توفير لقمة الخبز لهم واعالتهم. فأين تذهب ؟! ماذا تعمل وهي التي لا تحترف مهنة ولا تملك أي شهادة علمية ولو بالدرجات الدنيا منها تمكنها من العمل ؟!
كم من القصص مرت أمامنا لنساء حرمن من الأرث، ثم أصبحن يستجدين الناس بعد حياة عز ورفاهية ؟؟ البعض يقول" من العيب أن ترث المرأة " !!!!!!!!!!!!!! الا يتنافى هذا الكلام مع الشريعة الاسلامية، والشريعة الانسانيه، وكل الشرائع السماوية والارضيه ؟؟
قد يقول البعض ان هذا الامر لا وجود له في المجتمع الاسلامي والعربي خصوصا . وأقول، هذا ماشاهدته بنفسي ، ولمسته بيدي. ليس في بلد عربي أو إسلامي واحد، بل في الكثير منها. وهي ليست حالات فردية، بل جماعية. يجب توعية المرأة ، حتى المتعلمة منهن، بان لا تستهين ولا تتنازل عن أي حق من حقوقها لكائن من كان ، ولا تخشى سخط الله في الحقوق التي ثبتها لها في قرآنه وشرائعه. وإلا فانها ستكون هي المتضرر الاول، امام هذا التعسف والاستبداد الذكوري الغاشم.
| |
|