amineel
عدد المساهمات : 154 تاريخ التسجيل : 25/08/2009
| موضوع: التغير المناخي الجمعة سبتمبر 11, 2009 5:59 pm | |
| ا المقدمة - إن الفهم العلمي للتغير في المناخ يعتبر كافيا و واضحا لحث الشعوب على اتخاذ مبادرة سريعة , -لم يعد السؤال ما إذا كان المناخ يتغير تبعا للنشاط الإنساني و إنما بأي مقدار و بأي سرعة و أي مكان يعد تغير المناخ في وقتنا الحالي آمرا واقعيا فالحقيقة لابد أن تقال..وهي أن كوكب الأرض بات اشد حرا مما كان عليه في السابق ، و إذا ما استمرت الحرارة على كوكبنا بهذه الوتيرة فان ذلك ينبئ بارتفاع شديد لدرجات الحرارة على كوكبنا في السنوات القادمة ، و ثمة إجماع علمي اليوم على أن البشر هم المسئولون بالدرجة الأولى عن هذا التغير وان الإجراءات التي سنتخذها في الوقت الحالي من شانها تحديد مناخ كوكبنا في المستقبل . وباعتبار موضوع التغير المناخي هو حديث الساعة في هذه السنوات الأخيرة ، إذ تجاوز طاولة الباحثين و العلماء ليضم السياسيين و الاقتصاديين و الهيئات الدولية على رأسها (هيئة الأمم المتحدة ) .هذا ما دفعنا إلى التعرف على هذه الظاهرة التي لا تعد حديثة على كوكبنا ، إذ أن الأرض منذ نشأتها عرفت تغيرات مناخية لكن التغير الحالي للمناخ مغايرا تماما لذلك الذي كان قبل قرون . حاولنا و نحن في دراستنا لهذا الموضوع الإجابة عن بعض التساؤلات على رأسها :ماذا يقصد بالتغير المناخي ؟و هل حقيقة أن الأرض عرفت تغيرات مناخية منذ عصور و حقب قديمة ؟..و هل إمكاننا جعل الإنسان المتهم الوحيد و المسئول الرئيسي عن هذا التغير ؟..ما نتائج التغير المناخي على كوكبنا ؟..ما هي عواقبه ؟.. و ما هي السبل للحد من هذا الخطر و على الأقل تقليصه ؟
1.تعريف التغير المناخي: يقصد به اختلال الظروف المناخية المعتادة كالحرارة و أنماط الرياح و التساقط التي تميز كل منطقة على الأرض ، و يؤدي التغير المناخي على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية .كما تجب الإشارة و التأكيد على أن التغير المناخي يشمل كافة عناصر الطقس ، إذ ينقلها من حالة إلى حالة أخرى مغايرة تماما للأولى في نفس المنطقة و لمدة زمنية قد تطول .كأن نقول مثلا :تغير المناخ من حالة الاعتدال إلى حالة الجفاف أو من الجفاف إلى حالة الرطوبة .و هكذا . 2.أسباب التغير المناخي.. قبل الحديث عن أسباب التغير المناخي بغض النظر عن كونها طبيعية أو بشرية .وجب أن نفهم خاصية تحدث في كوكبنا أولا و هي :خاصية الحفظ الحراري أو الاحتباس الحراري التي تعد إحدى العناصر الرئيسية لدراسة التغير المناخي . تساهم بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي باحتجاز الحرارة الصادرة من سطح الأرض و تمنعها من الخروج إلى الفضاء ،وبذلك يعد بخار الماء وثاني أكسيد الكربون مفتاحا المحافظة على خاصية الحفظ الحراري .لكنهما لا يعدان هما فقط المسؤولين عن هذه الظاهرة بل هناك غازات أخرى مثل غاز الميثان ، كلورفلوريك الكربون ،الهيدروفلوريك الكربون ،سادس فلوريد الكبريت ...الخ. و لولا تلك الغازات التي تساهم في اعتدال الحرارة على الأرض (غطاء ارضي دافئ ) لتجمد كوكب الأرض (لكانت درجة الحرارة -15درجة مئوية بدل 15 درجة مئوية الموجودة حاليا في بعض المناطق ).فبخار الماء مثلا يمتص بعض الإشعاعات ذوات الأطوال الموجبة المحصورة ما بين 4 و 7 ميكرومتر .بينما يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون الطوال الموجبة المتراوحة ما بين 13 و 19 ميكرومتر. و قد شبهت خاصية الحفظ الحراري بالبيت الزجاجي للنبات الذي يحتجز الحرارة بداخله بعد سقوط الأشعة الشمسية فوق جدرانه و الذي يسمح لها بالدخول .و لكن لا يسمح بخروج الحرارة من ذلك البيت الزجاجي. كيف تعمل خاصية الحفظ الحراري؟ خاصية الحفظ الحراري أو الاحتباس الحراري ليست سلبية في جوهرها ، إذ تحافظ لنا على حرارة الكوكب لكننا نحن البشر من جعلها سلبية. كيف ذلك ؟ إن الحرارة المنبعثة من الشمس و المتجهة إلى سطح الأرض ’لا تمتصها الأرض ككل ’بل هناك أشعة شمسية تنعكس بواسطة سطح الأرض (الإشعاع الأرضي)’فيتسرب البعض منها إلى الفضاء في حين يحتجز البعض الأخر في الغلاف الجوي بواسطة غازات تعرف باسم غازات الحفظ الحراري مثل ثاني اوكسيد الكربون بخار الماء و الميثان ...الخ. و يقوم الإشعاع الممتص بواسطة هذه الغازات بتسخين الغلاف الجوي السفلي (التروبوسفير)و في الحقيقة انه بدون هذه الغازات فان درجة الحرارة على سطح الأرض سوف تنخفض إلى ما تحت درجة التجمد لكن ما يلاحظ في الوقت الحالي ازدياد هذه الغازات عن معدلاتها الطبيعية بغض النظر عن السبب’ و هذا ما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض و ما صاحبه من ظواهر مناخية كان لها أثرا واضحا على كوكبنا . خلاصة تساهم بعض الغازات مثل غاز ثاني اوكسيد الكربون و بخار الماء و الميثان الموجودة بالغلاف الجوي على الاحتباس الحراري (ظاهرة الحفظ الحراري) ،إذ تسمح تلك الغازات لأشعة الشمس بالمرور عبر الغلاف الجوي إلى سطح الأرض ’لكنها لا تسمح لها عند الانعكاس بالخروج إلى الفضاء (تسمح لجزء ضئيل منها فقط) ملاحظة لا يعد غاز الأكسجين و النتروجين من غازات الحفظ الحراري او الاحتباس الحراري ، رغم أنهما يمثلان معا أكثر من 95 بالمائة من الغلاف الجوي للأرض. وكما سبقت الإشارة فان درجات الحرارة على كوكبنا آخذة في الارتفاع و قد فسر العلماء ذلك بازدياد نسبة غازات الحفظ الحراري على معدلاتها الطبيعية . لكن السؤال المطروح :ما السبب وراء ازدياد نسبة هذه الغازات ؟
تعليق على المنحنى يبين المنحنى نسبة التغير في درجة الحرارة عن متوسط 1961 و 1990، و مما يلاحظ أن درجة الحرارة على كوكب الأرض غير ثابتة إذ أنها متغيرة و ذلك ما يلاحظ من خلال هذا المنحنى ،إذ أن درجات الحرارة لم تعرف تغيرا ملحوظا بنسب اكبر من 0 إلا منذ سنة 1940 و بالرغم من انه ليس مستقرا (المتوسط ) إذ عاود الهبوط خلال سنوات 1960 و 1980 إلا انه عاود الارتفاع بصورة ملحوظة بدء من سنة 1980 ، و ذلك ما يفسر بزيادة نسبة إطلاق غازات الحفظ الحراري في الغلاف الجوي .و هو مستمر في الارتفاع حسب توقعات الخبراء. أولا: الأسباب الطبيعية 1.البراكين: إذ يرى بعض الباحثين في علم المناخ أن النشاط البركاني و ما ينتج عنه من إطلاق ملوثات جديدة إلى الغلاف الجوي على رأسها ثاني أكسيد الكربون و بخار الماء ،يمكن أن يترتب على ذلك تغير تركيبة الغلاف الجوي ،و هذا ما يؤدي إلى حدوث تغيرات في المناخ الأرضي خاصة و أن الاندفاعات البركانية تطلق كميات كبيرة من الغازات و المواد الصلبة إلى الغلاف الجوي، و بالتالي زيادة في نسبة غازات الحفظ الحراري. 2.الغابات: تمثل الغابات رئة العالم كونها تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون و إطلاق الأكسجين إلى الغلاف الجوي.و لذلك فان تعرض هذه الغابات إلى الحرائق (نخص بالذكر هنا حرائق نتيجة أسباب طبيعية مثل سقوط الصواعق) فد يترتب عليه : *فقدان المصدر الرئيسي لغاز ثاني أكسيد الكربون ، *و فقدان المصدر الرئيسي كذلك و المسؤول عن إضافة الأكسجين إلى الغلاف الجوي ،هذا بالإضافة إلى * التسبب في إضافة نسبة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي ،و كل ذلك من شانه : التأثير و المساهمة في تغير تركيبة الغلاف الجوي،و زيادة نسبة غازات الحفظ الحراري (ثاني أكسيد الكربون ). لكن الملفت للانتباه هوان الأرض عرفت منذ القدم نشاطات بركانية، دون أن ننفي إمكانية تعرض غاباتها للحرائق بأسباب طبيعية....لكن كل ذلك لم يغير في حدة المناخ آنذاك بمثل الحدة التي يتغير بها مناخنا الحالي ،مما يجعلنا على الأقل نستبعد العوامل الطبيعية كأسباب رقم 1 لهذا التغير ،و نطرح بديلا عنها و هي الأسباب البشرية . ثانيا: الأسباب البشرية لا يجب إنكار مسؤوليتنا نحن البشر عن هذا التغير في المناخ ، بسبب نشاطاتنا البشرية المتعددة من دخان وقود السيارات ،الطائرات ،حرق الغابات بصفة متعمدة أو غير متعمدة ،تدفئة المنازل ...الخ . و الأدهى و الأمر تشغيل المصانع التي تعتمد على الوقود الحفري ،و قد ساهمت كل تلك النشاطات البشرية في زيادة نسبة غازات الحفظ الحراري ،التي لمست بصفة خاصة و أخذت في الارتفاع منذ الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر ،حتى بلغت أشدها في القرن العشرين ، و الواحد و العشرين . إذ من المعروف ان الدول المصنعة و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ،تقوم باستخراج او باستيراد الوقود الحفري مثل الفحم ،البترول ،الغاز الطبيعي...و لتوليد الطاقة و الحرارة تقوم تلك البلدان بحرق ذلك الوقود مما ينجم عنه زيادة في نسبة غازات الاحتباس الحراري و على رأسها :غاز ثاني أكسيد الكربون،الميثان... التي تندفع في الغلاف الجوي .فالتقارير العلمية تفيد بان تركز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد ازداد بنسبة 30 بالمائة و تركيز الميثان قد تضاعف . * غاز ثاني أكسيد الكربون:طبقا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية ، فان معدل تركيز هذا الغاز في العالم قد وصل إلى حدود 369.2 جزء في المليون عام 2000.أي اعلي بنسبة 32 في المائة عما كان عليه في نهاية القرن 18 م ، حيث كان يقدر ب 280 جزء في المليون. وعلى الرغم من انه ليس الغاز الوحيد في ظاهرة الاحتباس الحراري ،إلا انه الأكثر أهمية من حيث التاثيرعلى البشر نظرا للكميات الهائلة المنبعثة من هذا الغاز في الجو .و تعد كثافة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو الأعلى منذ 150000 سنة. *الميثان :طبقا لنفس المنظمة ،فان معدل تركيز الميثان في الغلاف الجوي وصل إلى 1784 جزء من المليبار عام 2000.وهو يعادل مرتين ونصف مما كان عليه قبل القرن 18 م حيث قدر ب 700 جزء من المليبار . *اوكسيد النتروز :ارتفع تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي على نطاق العالم حيث وصل عام 1998 إلى 714 جزء من المليبار ،و زاد بذلك حوالي 16 في المائة عما كان عليه قبل القرن 18 للميلاد حيث كان يقدر ب 270 جزء من المليبار. الهالوكاربونات:و هي مركبات كربونية تعمل مع الفلور ،الكلور،البرومين،ومعظمها لا توجد في الغلاف الجوي طبيعيا،لكنها صنعت كيميائيا و هي تعمل على تدفئة الغلاف الجوي مباشرة كغازات دفيئة ، و من شانها إن زادت عن الحدود أن تنقلب إلى غازات يصبح مثلها مثل غاز ثاني أكسيد الكربون و الميثان في مساهمتها في التغير المناخي ، و هو ما يحدث في الوقت الحالي بالفعل. تأكيد بينت دراسة حول المناخ في منتصف القرن 19 ، أن بعض الغازات في جو الأرض مثل غاز ثاني أكسيد الكربون تحبس الحرارة ،و تبقي الأرض ساخنة ،و ذلك ما لمسناه في التسعينات إذ عدت السنوات العشر الأخيرة الأكثر حرارة *1990.2000.* الأكثر حرارة في التاريخ ،أما سنة 1998 فكانت السنة الأكثر حرارة على الإطلاق ،تليها سنتي 1995 و 1997. تعليق على المنحنى يمثل المنحنى البياني ارتفاع نسبة غازات الحفظ الحراري (ثاني أكسيد الكربون ،الميثان ،ثاني أكسيد الكبريت )على مدى السنوات الممتدة ما بين 1000 و 2000م . ومما يلاحظ على هذا المنحنى تزايد حجم تلك الغازات بصورة ملحوظة ابتداء من أواخر سنة 1800م ، و ذلك ما يفسر بالثورة الصناعية و بداية استنزاف الوقود الحفري المسؤول عن إطلاق تلك الغازات .
3- التغيرات المناخية في الماضي ،الحاضر (دلائل التغير المناخي)،و المرتقبة مستقبلا بالرغم من أن هناك من العلماء من يشكك في ظاهرة التغير المناخي ،إلا انه ثمة إجماع علمي ساحق على أن التغير المناخي حدث ،و لا يزال يحدث ،و إن السبب الرئيسي لحدوثه في الوقت الحاضر هو الإنسان. و قد استند أصحاب الرأي الايجابي الذين يؤكدون الظاهرة على أدلة عديدة تثبت تغير المناخ على مدى العصور التاريخية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : *وجود بقايا مراكز العمران في جهات لا تساعد ظروفها المناخية الحالية على قيام مدن و سكن الناس بها ، مثل خرائب تدمر بسوريا . *وجود أثار تدل على قيام الزراعة في مناطق لا يمكن زراعتها في الوقت الحاضر. *تقدم الأنهار الجليدية و تأخرها . *الأساطير التي عثرنا عليها عبر التاريخ مثل حادثة أو أسطورة الطوفان. *وجود غابات ميتة في جهات لا تكفي أمطارها الحالية لنمو الغابات. ا . التغير المناخي في الماضي : لم يعرف مناخ الأرض الاستقرار منذ نشأتها منذ حوالي 4.5 مليار سنة تقريبا ، فقد عرف كوكبنا عصورا جليدية ( دامت حوالي من 80000 إلى 100000سنة ) تخللها فترات غير جليدية () دامت حوالي 10000سنة ،وقد كان مثلا مستوى سطح البحر عند أخر فترة جليدية (منذ حوالي 18000 سنة )منخفضا بنحو 120 مترا على المستوى الحالي .كما كان متوسط درجة الحرارة أثناء تلك الفترات اقل من 5 درجات مئوية . فمثلا خلال عصر البلايستوسين تقدم الجليد إلى غاية فرنسا و اكتسح جبال الألب ،و فرنسا كما هو معلوم اليوم يغيب عنها الجليد أو على الأقل في معظم أقاليمها.دون أن ننفي في نفس الوقت ، خلو جبال الألب من الجليد نظرا لارتفاعه الكبير و انخفاض درجة الحرارة عند القمة ، لكن اليوم ذلك الجليد في تناقص مستمر . و تجدر الإشارة إلى أن كوكب الأرض لم يعرف في تلك الفترة عصورا جليدية متعاقبة ، بل تخلل كل عصر جليدي فترة دافئة ،هذا في مناطق، في حين لم تعرف مناطق أخرى الجليد على الإطلاق أذ عرفت عصورا ممطرة أثناء العصور الجليدية ،تخللها عصورا آو فترات جافة . Interglaciaires العصور الجليدية هي كالتالي : 1.قونز : غير محددة البداية حتى 500000 سنة .فترة دافئة عقب هذه الفترة الجليدية تسمى قونز مندل . 2.مندل : 430000 سنة حتى 370000 سنة .فترة دافئة عقب هذه الفترة الجليدية تسمى مندل ريس . 3.ريس :130000 سنة حتى 100000 سنة .فترة دافئة عقب هذه الفترة الجليدية تسمى ريس فورم . 4.فورم :20000 سنة حتى 18000 سنة .الآن نحن نعيش فترة دافئة ، لا نعلم إلى متى ؟
العصور الممطرة هي كالتالي : 1.الكاجيري . فترة جافة عقب هذا العصر الممطر تسمى الكاجيري الكاماسي . 2.الكاماسي. فترة جافة عقب هذا العصر الممطرتسمى الكاماسي الكانجيري. 3.الكانجيري.فترة جافة عقب هذا العصر الممطر تسمى الكانجيري الكامبلي. 4.الكامبلي . فترة جافة عقب هذه العصر الممطر لا تزال تعيشها بعض المناطق.لا نعلم الى متى ؟ تجدر الإشارة إلى أن الجليد لم يدم في نصف الكرة الشمالي ، او على الأقل لم يبق محافظا على المناطق التي سيطر عليها في أوقات مضت ،بل نراه يتراجع نحو الشمال حتى الدائرة القطبية الشمالية ،مما يؤكد لنا حدوث تغيرا في المناخ على كوكبنا . ب- التغير المناخي في الوقت الحاضر (دلائل التغير المناخي في عصرنا ) *ارتفاع درجة الحرارة فوق الأرض إذ ازدادت في القرن الماضي بما يتراوح ما بين 0.45 و 0.60 درجة مئوية .و من شان هذا الارتفاع إن يزيد من سرعة التبخر و يقلل من رطوبة الأرض ،كما انه يساهم في ذوبان الجليد في القطب الشمالي. *ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 15 إلى 20 سم خلال القرن الماضي. *سكان المناطق الباردة بشمال أمريكا يرون انصهار الثلوج ،و انقراض بعض الحيوانات نتيجة للتغير المناخي بشكل عام ،و درجة الحرارة بشكل خاص . *الاروبيون يرون زوال الأنهار الجليدية لجبال الألب بعد أن كانت مغطاة بالثلوج . *-تقلص حجم الكتلتين الجليديتين القطبيتين نتيجة ارتفاع درجة الحرارة و تراجع الجليد . *فقد جبال كليمنجارو بإفريقيا 82 بالمائة من غطائه الجليدي و جبال الألب 50 بالمائة . *زادت درجة الحرارة في معظم أنحاء سيبيريا بمقدار 5 درجات مئوية ،و هذا ما أدى إلى انصهار الطبقة الجليدية المتجمدة تحت سطح الأرض و هذا ما أدى إلى انبعاج الطرق و سقوط المباني. *حدوث أعاصير مهلكة مثل إعصار كاترينا و زلازل مدمرة مثل زلزال تسونا مي وفد ربط العلماء تلك الكوارث الطبيعية بالتغير المناخي الذي يشهده كوكبنا . ج-التغير المناخي المرتقب في المستقبل من المتوقع أن يرتفع المتوسط العالمي لدرجة الحرارة بما يتراوح ما بين 1.4 و 5.8 درجة مئوية . من المتوقع أن يزداد المتوسط العالمي من بخار الماء و التهاطل خلال القرن21 على مناطق دوائر العرض الوسطى الشمالية ،و دوائر العرض القطبية في المنطقة الجنوبية في فصل الشتاء خلال النصف الثاني من القرن 21 ،و في دوائر العرض الاستوائية من المتوقع أن تحدث حالات زيادة و حالات نقصان على السواء في اليابسة . من شان ارتفاع درجات الحرارة ، أن يتسبب في حدوث أعاصير مهلكة و زلازل مدمرة في المستقبل. ارتفاع مستوى مياه البحار ما بين 9 إلى 88 سم . من المتوقع ان تتراجع الكتل الجليدية في غرينلاند و القطب الجنوبي 4.نتائج التغير المناخي (مخاطر و عواقب ) حذر التقرير العالمي للتنمية البشرية و الذي صاغه مجموعة من الخبراء في المناخ ( كما ورد في جريدة الخبر الأسبوعي الجزائرية.العدد 457 *1 إلى 7 ديسمبر 2007*) من خطر التغيرات المناخية و من أثار ازدياد ارتفاع درجات الحرارة ،و نذكر من بين تلك الآثار و العواقب ما يلي : ا-العواقب الاقتصادية: --سببت التغيرات المناخية في 30 سنة الأخيرة خسائر اقتصادية فادحة خاصة ، و ان موجة الحر التي اجتاحت ارويا عام 2003 ألحقت خسائر وصل حجمها الى 17 مليار اورو ،و يتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاع حجم الخسائر إلى البليون اورو إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض درجة مئوية واحدة. . --تعرضت الولايات المتحدة في العام 2004 رابع اشد الأعوام حرارة بعد 1998 و1995 و 1997 ،تعرضت إلى خسائر فادحة قدرت ب 27 مليار دولار بسبب الأعاصير. -- تكبد بعض بلدان إفريقيا الفقيرة إلى خسائر تتجاوز قدرتها إذا استمر الارتفاع في درجات الحرارة . ب-العواقب السياسية: من المتوقع حدوث نزاعات و صراعات في الفترة مابين 2010 و 2030 بسبب الجفاف و البحث عن المياه الذي يجتاح بعض الدول . تغير الخارطة السياسية للعالم خاصة بعد اختفاء بعض الجزر.
ج-الجانب الصحي : -- ارتفاع درجات الحرارة يرهق الجهاز التنفسي عند الإنسان ، و المعلومات تخبرنا أن معدل الوفيات يزداد في الأيام الحارة ، فما بالك إذا ارتفعت درجة الحرارة على مدار السنة،كما من شانه أن يحدث حرائق بالغة الخطورة على الإنسان. --انتشار بعض الأمراض المزمنة و الخطيرة مثل :الملا ريا ،الكوليرا ،....و الإصابة بضربة الشمس في المناطق المدارية و شبه المدارية . د-الجانب الزراعي و البيئي أو الطبيعي : - تغير المناخ العالمي و حدوث ضررا بالأنظمة الايكولوجية. تدني كمية المياه و نوعيتها في المناطق المدارية و شبه المدارية.- زيادة العواصف الاستوائية. ارتفاع مستوي البحار محدثا فيضانات في المناطق الساحلية ، المزدحمة بالسكان كما هو معلوم. ارتفاع مستويات البحار يؤدي إلى تشريد عشرات الملايين من البشر الذين يعيشون في مناطق منخفضة مثل دلتا النيل . زيادة عدد و قوة الزلازل. 5- ماهي الحلول المقترحة ؟ (الأفاق المستقبلية ). في الحقيقة أن الأوان قد فات ، لمنع الزيادة المستمرة في درجة الحرارة على كوكب الأرض ،و سوف تتسبب مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون الموجودة حاليا في الغلاف الجوي في الارتفاع المتزايد لدرجة الحرارة على كوكب الأرض ،إلا انه على الأقل وجب العمل من اجل تحسين الوضع على المدى الطويل ،ووجب علينا أن لا نيأس و نتخذ من فشل الندوات و المؤتمرات الدولية حول التغير المناخي ذريعة لتكتيف الأيدي و البقاء متفرجين أمام هذه التغيرات العظيمة والخطيرة التي تحدث أمام أعيننا ، فنحن نعلم أن قمة الأرض الأولى التي عقدت بالبرازيل (ريو دي جانيرو ) في أوائل التسعينات توصياتها 21 حول المناخ و البيئة و التنمية لم تؤخذ بعين الحسبان !و نفس الشيء حدث بعد حوالي 10 سنوات في قمة الأرض الثانية بجنوب إفريقيا (جوهانسبرج) ! و نفس الأمر تكرر بالمؤتمر الأممي باليابان (كيوتو 1997) الذي نص على تخفيض معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون و الغازات الأخرى الملوثة للجو بنسبة على الأقل 5.2 بالمائة بحلول عام 2012 منذ 2008 ،إلا آن المتسبب في 25 بالمائة من الانبعاثات الغازية العالمية خاصة ثاني أكسيد الكربون (الولايات المتحدة الأمريكية ) رفض التوقيع على الاتفاقية .و بالإضافة إلى ذلك فان الوتيرة التي تبديها أعمال الدول الصناعية الأخرى الموقعة على الاتفاقية لا تنبئ بان الاتفاقية سيتحقق هدفها بحلول عام 2012 على الأقل ، إن لم نقل على الإطلاق .! و رغم تلك الأهداف الضائعة ،إلا انه وجب علينا أن لا نيأس ونعمل على الاقل على : * نشر الوعي البيئي حول موضوع التغير المناخي كلما و أينما امكن ذلك . *تقديم الدعم و المساندة لكافة البحوث في هذا المجال لمتابعة مؤشرات التغير المناخي باستمرار. *الحيطة و الحذر من نوايا بعض الدول الصناعية بان تتخذ من موضوع التغير المناخي ذريعة لتحقيق أهداف سياسية و اقتصادية . *تعزيز البني الأساسية المتعلقة بالصحة، و توفير مرافق الرعاية الصحية. *البحث عن الطاقات البديلة النظيفة التي لا تؤثر على المناخ و تركيبة الغلاف الجوي مثل طاقة الرياح ،الطاقة الشمسية ،الطاقة الكهرو مائية. *العمل على تخزين و احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج بدل من تركه يتصاعد في الغلاف الجوي.
الخــــــــــــــــاتمة وفي ختام هذا العرض البسيط عن التغير المناخي و النشاط الشمسي ،نستنتج أن الأرض عرفت تغيرات مناخية على مدى تاريخها ،لكن الأخطر هو التغير المناخي الذي تعرفه في الوقت الراهن ، و الذي يهدد حياتنا على هذا الكوكب ،مما يدعونا إلى ضرورة أخذ تلك الأخطار على محمل الجد ،و نجند طاقاتنا كلها لمواجهتها بغض النظر عن أماكن تواجدنا ،باعتبارها ظاهرة تعددت الحدود السياسية و الجغرافية و جعلت من الكرة الأرضية قرية صغيرة كلها في مهب الريح | |
|